الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

حياء القلم


حـيـاء الـقـلـم


ظلام الليل يتسلل *** وصفير خافت كالمعتاد
بــدر تلألأ نـوره *** يشق طريقه كالجواد
تداعب أوراق الشجر *** نسمات النهر الجوّاد
همس صوت في أذني *** هــذا خـيـر مـيـعـاد
فمددت يدي إلى قلمي *** فسارع في الإبتعاد
وكـلما أعــدت الكــرّة *** زاده ذلــك عــنــاد
سـألـته مـا حـل بـك؟ *** والحــزن عـليه بـاد
يــا مـن كـنـت فـي *** أسفاري خير عتاد
أجابني أهكذا نهايتي *** أهكذا يهدر المداد
أبعد أن سطرت أبيات *** زينتها لغة الضاد
يمتهن حيائي بكلمات *** طـغـى عليها التضاد
يستبدل فيها اللؤلؤ *** بحروف العجم والأعداد
إنـسـلخ منها الجمال *** والــذوق عـنها حــاد
أهكذا تهدر كنوز *** أورثها لنا الأجداد
فإملاء إن صرت *** مبحرا تولى الإرشاد
مؤكدا على الترقيم *** فهو لكل ناطق هاد
وإن رسـمـت كـانت *** البلاغة لللوحة عماد
فمعاني وبيان يجلو *** بـهـما جـمال المراد
وبـديـع إذا أشـرق *** أضاء نـوره الفـؤاد
سألته من فعل بك *** هذا؟ قال إبنك زياد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق