الخميس، 3 ديسمبر 2009

الديموقراطية !!

 
د ي م ق ر ا ط ي ة

[ الحزب الوطني الديموقراطي ... الحزب الديموقراطي الوطني ... ديموقراطية الحزب الوطني ... وطنية الحزب الديموقراطي ... وطنية وديموقراطية الحزب ] هذه الدوامة هى ما يدور في رأسي كلما سمعت اسم الحزب , محاولا أن أجد معنا مفيدا لهذا الاسم. فكل متأمل في حال البلاد يعلم جيدا أن الديموقراطية عندنا مجرد شعار أشبه ما يكون بغلاف جميل نتفانى في تزيينه لنبهر الناظر إليه بغض النظر عما
يحويه هذا الغلاف من أشياء لا نهتم بكونها جيدة أو قبيحة !! .


ولكني – وهذا حالي دائما – لا أترك دوامات الحيرة تسيطر على عقلي , فقد قمت بالبحث كثيرا حتى أجد سر لصق كلمة الديموقراطية بالاسم القديم للحزب بحيث أصبح الحزب الوطني الديموقراطي. عملا بالحكمة المأثور (من جد وجد) فقد كانت ثمرة بحثي هى الوصول إلى عم صابر , عم صابر هو مواطن يبلغ من العمر 85 عاما وبالطبع أتاح له عمره الطويل أن يكون شاهدا على فترات كثيرة من تاريخ هذا الوطن.
بعد التعارف وتقديم واجب الضيافة ــ طبعا عم صابر هو من قام بتقديم واجب الضيافة ! ــ قمت بتوجيه السؤال الذي يشغل بالي موضحا حجم الحيرة التي تسيطر على عقلي , فنظر إلي نظرة عتاب مع إبتسامة قائلا " ياريت كل مشاكلنا بهذا الوضوح " سألته متعجبا أي وضوح ؟! , إستكمل عم صابر حديثه وأخبرني أن هذه قصة قديمة بدأت منذ أكثر من 27 عام حيث كان مولد الحزب الوطني في قرية تسمى ــ الديمقراط ــ في الصعيد , ومع مرور السنين وتقلبات الأحداث ظهرت على السطح كلمة الديموقراطية منطلقة في فضاء العالم بقوة دفع أمريكية ، فتسابق الجميع لكي يفوز بقضمة من الجزرة وفي نفس الوقت يحترز من ضربة عصا .


في ظل التسابق نحو الديمقراطية ، قام أحد أعضاء الحزب ليذكر البقية بأصل الحزب ومكان ولادته متسائلا " هو مش كل إلي إتولد في قرية الديمقراط ديموقراطي ؟!! " فما كان من بقية الأعضاء إلا الإنخراط في تصفيق حاد مع نظرات دهشة وإعجاب في نفس الوقت , ولسان حال الجميع يقول ...


" ممارسات إيه ؟ وواجبات إيه ؟ الحزب طلع ديموقراطي أبا عن جد"